البحث


مدونة السيف الأثري للرد على ضلالات الأشعرية

الاثنين، 29 أغسطس 2016

2- الإمام الضحاك بن مزاحم الهلالي وإثباته صفة العلو

بواسطة : Unknown بتاريخ : 3:02 م

الإمام الضحاك يثبت علو الله - تعالى - على عرشه

أخرج أبو داود في "مسائله عن أحمد" (1698) ثنا أحمد، قال: ثنا نوح بن ميمون، قال: ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان: عن الضحاك، قال: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} المجادلة  قال: هو الله عز وجل على العرش وعلمه معهم.

وهذا إسناد حسن:
نوح بن ميمون ثقة كما في "التقريب" (ترجمة 7211).
وأخرجه الطبري في تفسيره (23/ 237) وابن بطة في "الإبانة" (109) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (909) من طريق بكير بن معروف ... به.
وهذا إسناد حسن؛ لأجل بكير بن معروف، وثقه بعض العلماء، وضعفه ابن المبارك وأحمد في رواية مرجوحة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: وثقه بعضهم. ميزان الاعتدال (1/ 351).
وقال أبو العباس الأصم وأحمد في رواية راجحة وأبو حاتم الرازي والنسائي وأبو داود: لا بأس به، كما في ترجمته في تهذيب الكمال وتهذيبه، وانتهى حكم الحافظ عليه بأنه صدوق فيه لين. كما في التقريب (ترجمة 768).
قال السقاف: إسناده واهٍ: وهو كلام مردود منبثق من فكر مخطيء، والضحاك نقل الذهبي نفسه في "الكاشف" (1/ 509) عن شعبة أنه قال: كان عندنا ضعيفًا!! وقول التابعي ليس من حجج الشرع!! وسيأتي تخريجه في الأثر رقم (333) إن شاء الله تعالى  فارجع إليه هناك. (ص 385).
وقال أيضًا (ص 394): وفي السند بكير بن معروف أورده العقيلي في الضعفاء (1/ 152) وقال في ترجمته: (قال ابن المبارك: ارم به) وفي تهذيب التهذيب أن أحمد بن حنبل قال: (ذاهب الحديث). ا.هـ.
ولم يذكر السقاف سوى ذلك؛ لأنه يؤيد مشربه، ولو أنه أنصف لذكر كل ما قيل فيه.
وصنيعه هذا كصنيع سيده الكوثري، حيث قال – أي الكوثري – في تعليقه على الأسماء والصفات للبيهقي معلقًا على بكير بن معروف: قال ابن المبارك: ارم به، وكان ابن خزيمة لا يحتج بمقاتل بن حيان. وكان يحيى بن سعيد يضعف الضحاك. (ص 398).
أقول: أما بُكير بن معروف فهذه ترجمته من تهذيب التهذيب كاملة: قال البخاري: قال أحمد: "ما أرى به بأسا" وكذا قال الأصم عن عبد الله بن أحمد عن أبيه، وكذا قال أبو حاتم.
وقال النسائي: "ليس به بأس".
وقال أبو بكر بن أحمد بن بالويه عن عبد الله بن أحمد عن أبيه: "ذاهب الحديث".
وقال سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك "رمى به".
وقال أحمد بن أبي الحواري ثنا مروان يعني بن محمد الطاطري ثنا بكير بن معروف أبو معاذ: "وكان ثقة".
وقال ابن عدي: "وبكير بن معروف ليس بكثير الرواية وأرجو أنه لا بأس به وليس حديثه بالمنكر جدا".
قال الحاكم قرأت في بعض الكتب توفي بكير بن معروف صاحب مقاتل سنة "163".
قلت ([1]): وقال الآجري عن أبي داود: "ليس به بأس" وذكره ابن حبان في الثقات.ا.هـ. (1/ 495- 496).
فأنت ترى أن أبا دود والنسائي وأبا حاتم قد اتفقوا على تعديله، وقال مروان الطاطري: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.
بينما اختلفت الرواية عن الإمام أحمد فروى تعديله عنه البخاري كما في التهذيب وفي التاريخ الكبير (2/ 117).
واختلفت الرواية عن عبد الله بن أحمد عن أبيه فقد روى عنه الأصم تعديله، وروى ابن بالويه تجريحه، وإذا تعارضت الروايتان سقطتا، وبقيت رواية البخاري عن الإمام أحمد سالمة من المعارضة، وعليه فيكون الإمام أحمد قد عدَّله كما عدله أبو حاتم وأبو داود والنسائي والطاطري وابن حبان وغيرهم.
وقد تابعه سنيد كما في التمهيد لابن عبد البر (7/ 139)، وسنيد هذا هو ابن داود المصيصي، قال عنه الخطيب البغدادي: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن سنيد بن داود، فقال: لم يكن بذاك، كان ينزل الثغر.
حدثنا محمد بن علي الصوري، قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي، بمصر، قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي ([2]) ، قال: أخبرني أبي، قال: الحسين بن داود يعني سنيدا ليس بثقة.
قلت ([3]): لا أعلم أي شيء غمصوا على سنيد، وقد رأيت الأكابر من أهل العلم رووا عنه، واحتجوا به، ولم أسمع عنهم فيه إلا الخير، وقد كان سنيد له معرفة بالحديث، وضبط له، فالله أعلم.
وذكره أبو حاتم الرازي في جملة شيوخه الذين روى عنهم، وقال: بغدادي صدوق. تاريخ بغداد (8/ 574).
فالأثر حسن الإسناد. والله أعلم.
وأما مقاتل بن حيان فإنه - وإن كان ابن خزيمة لا يحتج به – إلا أن جمهرة الأئمة قد عدلوه واحتجوا به، فقد قال الحافظ المزي: قال إسحاق بْن منصور عَن يحيى بْن مَعِين، وأَبُو دَاوُدَ: ثقة.
وَقَال عَبْد السلام بْن عتيق: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ أنه ذكر مقاتل بْن حيان، فقال: ثقة.
وَقَال عَبْد الرحمن بْن أَبي حاتم: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد المقرئ، قال: سئل عَبْد الرحمن، يعني ابْن الحكم بْن بشير بْن سلمان، عَن مقاتل بْن حيان، فقال: ذاك مرتفع مرتفع.
وَقَال النَّسَائي: ليس به بأس. وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: صالح. وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". تهذيب الكمال (28/ 432- 433).
وقال الحافظ ابن حجر: وقال ابن خزيمة: لا أحتج به، ونقل أبو الفتح الأزدي أن ابن معين ضعفه، قال ([4]): وكان أحمد بن حنبل لا يعبأ بمقاتل بن سليمان ولا بمقاتل بن حيان ثم نقل عن وكيع أنه كذبه فقرأت بخط الذهبي أحسبه التبس على أبي الفتح بابن سليمان فإنه هو الذي كذبه وكيع مات قبل الخمسين ومائة تقريبا. تهذيب التهذيب (10/ 279).
وقد انتهى حكم الحافظ عليه بأنه: صدوق فاضل أخطأ الأزدي في زعمه أن وكيعا كذبه وإنما كذب الذي بعده. تقريب التهذيب (ص 544).
ويقصد الحافظ بالذي بعده هو مقاتل بن سليمان، وقد قال الحافظ الذهبي: مقاتل هذا ثقة إمام معاصر للأوزاعي ما هو بابن سليمان ذاك مبتدع ليس بثقة. العلو (ص 137).
وهكذا يستمر مسلسل البتر من السقاف وسيده الكوثري، فهذا الأخير لم ينقل سوى قول ابن خزيمة فيه متعاميًا عن تعديلات سائر أهل العلم له. نسأل الله العافية.
وأما الإمام الضحاك، فمختلف في توثيقه، فقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وابن حبان والعجلي والدارقطني، وضعفه يحيى بن سعيد. كما في ترجمته في التهذيب وتهذيبه (ترجمة 2978).
وقال عنه الحافظ في "التقريب: صدوق كثير الإرسال.
وقال عنه الحافظ الذهبي: كان من أوعية العلم، وليس بالمجود لحديثه، وهو صدوق في نفسه. السير (4/ 598).
وله ترجمة في الميزان (2/ 325- 326).
فاختلاف أهل الجرح والتعديل في الضحاك إنما في رواياته، لا فيه عقيدته وتفسيره، وإلا فهو من أتباع التابعين وأخذ علم التفسير من سعيد بن جبير العالم البحر، فهو أحد مفسري السلف الصالح – رحمه الله –.
وقد احتج بكلام الضحاك إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره، حيث قال: وعني بقوله: {هُوَ رَابِعُهُمْ} ، بمعنى: أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه، كما حدثني عبد الله بن أبي زياد ... .(23/ 237). . فذكر أثر الضحاك بسنده.
واحتج به أيضًا الإمام مكي بن أبي طالب القيرواني في تفسيره (11/ 7360).
وبالله التوفيق.



([1]) القائل هو ابن حجر في تهذيبه على تهذيب الكمال للمزي، وقائل الكلام السابق هو الحافظ المزي.
([2]) وهو ابن الإمام النسائي، ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (7/ 801) وذكر أنه ولد بمصر سنة سبع وسبعين ومائتين وسمع أباه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً.
([3]) القائل هو الخطيب البغدادي.
([4]) أي: أبو الفتح الأزدي، وهذا الأزدي مختلف فيه فقد ضعفه البرقاني، وقال فيه الخطيب في حديثه مناكير، وكان حافظًا، ألف في علوم الحديث. ميزان الاعتدال (3/ 523).

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تعديل : عبدالرحيم