البحث


مدونة السيف الأثري للرد على ضلالات الأشعرية

الاثنين، 29 أغسطس 2016

5- الإمام محمد بن مصعب العابد وإثباته صفة العلو

بواسطة : Unknown بتاريخ : 3:05 م

الإمام محمد بن مصعب العابد الدَّعَّاء (ت 228هـ) يثبت العلو لله - تعالى -

قال الخطيب البغدادي حدثني الأزهري، قال: حدثنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا ابن مخلد، قال: حدثنا محمد بن محمد بن عمر بن الحكم أبو الحسن بن العطار قال: سمعت محمد بن مصعب العابد، يقول: من زعم إنك لا تكلم ولا ترى في الآخرة، فهو كافر بوجهك لا يعرفك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سموات ليس كما يقول أعداؤك الزنادقة. تاريخ بغداد (4/ 452).

وعلي بن عمر الحافظ هو الإمام الدارقطني – رحمه الله تعالى-.
وابن مخلد هو محمد بن مخلد العطار، قال عنه الدارقطني: ثقة مأمون. تاريخ الإسلام (7/ 652).
ومحمد بن محمد بن عمر بن الحكم المعروف بابن العطار، قال عنه موسى بن هارون: شيخ لنا ثقة.
وقال عنه عبد الله بن أحمد: كان ثقة أمينا. تاريخ بغداد (4/ 334).
وإسناده صحيح كما اعترف بذلك السقاف، حيث قال (ص 444): ظاهر إسناده الصحة، وهذا قول أحد الزهاد العباد الذين لا يُعوَّل على كلامهم ولا يلتفت إليه!! والظاهر أن هذا الرجل كان متأثرا بمذهب التشبيه والتجسيم وهو بغدادي ومخرف فيما يظهر، ويدل على ذلك كلامه التالي في دعواه قعود النبي – صلى الله عليه وسلم – على العرش!! وهذا الكلام مروي في كتاب السنة (1/ 173/ 210) ومن طريق الدارقطني في "تاريخ بغداد" (3/ 280).ا.هـ.
أقول: بل الرجل من أهل الفضل، وأما دعواه أنه متأثر بمذهب التشبيه والتجسيم، فهي دعوى لم يقم عليها بينة سوى أن قال : (ويدل على ذلك كلامه التالي في دعواه قعود النبي – صلى الله عليه وسلم – على العرش!!) وهذا منقوض بما قال السقاف نفسه، فقد اعترف السقاف بأن في إسناده إلى محمد بن مصعب رجلاً مجروحًا.
فقد قال الذهبي: وقال المروذي سمعت أبا عبد الله الخفاف سمعت ابن مصعب وتلا ﴿عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾ قال: نعم يقعده على العرش. (ص 170).
قال السقاف تعليقًا: الخفاف هو أبو عثمان وليس أبو ([1]) عبد الله؛ لأني لم أقف على خفاف يكنى بأبي عبد الله، والخفاف هو بشار بن موسى الخفاف، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال البخاري: منكر الحديث. وكان من رهط أحمد بن حنبل ([2]). انظر الجرح والتعديل (2/ 417) و"ضعفاء العقيلي" (1/ 146) و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي. ا.هـ. (ص444).
فأقول إلزامًا له: إذا كنت أيها السقاف ترى أن الخفاف مجروح، ولا تقبل رواية مجروح، فكيف تقبل هذه الرواية بل وتتهم محمد بن مصعب العابد بالتشبيه والتجسيم لأجل رواية اعترفت بأن فيها رجلا مجروحًا؟! أهكذا الإنصاف؟!
بل إن السقاف تحرج من الحكم بضعف هذه الرواية – مع أنه يلزمه الحكم بضعفها وقد نقل تجريح أحد رواتها – فنراه يقول تعليقًا على هذه الرواية: تخبيص وتجسيم مردود. (ص 444) ولا أراه صنع ذلك إلا لكي يلصق بمحمد بن مصعب العابد هذا القول ومن ثم رميه بالتشبيه والتجسيم فلا يقبل أي قول له في العقائد، ولو أنه صرح بضعفها لما سلم له دليله السالف على ما رمى به العابد.
فهذا العابد – رحمه الله – بريء مما نسبه إليه هذا السقاف من التشبيه والتجسيم، بل الرجل من أهل الفضل والعبادة والسنة،.
وقال عنه الخطيب البغدادي: محمد بن مصعب أبو جعفر الدعاء كان أحد العباد المذكورين، والقراء المعروفين، أثنى عليه أحمد بن حنبل ووصفه بالسنة. تاريخ بغداد (4/ 451).
وقال عبد الله بن أحمد: سمعته يذكر محمد بن مصعب الدعاء فقال كان رجلا صالحا فكان يقص ويدعو قديما في المسجد ثم قال ربما كان ابن علية يجلس إليه في المسجد الجامع يسمع دعاءه قال أبي جاءني مرة فكتب أحاديث وجلس في مجلسك هذا وقال رب أخبأني تحت عرشك رب أخبأني تحت عرشك. العلل ومعرفة الرجال (1/ 317).
وقال عنه ابن سعد: كان قارئا لكتاب الله، وقد سمع الحديث وجالس الناس، وكان ثقة إن شاء الله، مات ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين. الطبقات الكبرى (7/ 261).



([1]) هكذا. والصواب (أبا عبد الله).
([2]) والذي قال بأنه كان من رهط أحمد بن حنبل، هو الإمام عثمان بن سعيد الدارمي كما في تهذيب الكمال، لكن السقاف لم يتجرأ بالتصريح بذلك؛ لأنه يرى أن الإمام عثمان الدارمي كان مجسِّمًا. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تعديل : عبدالرحيم