البحث


مدونة السيف الأثري للرد على ضلالات الأشعرية

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

6- الإمام قتيبة بن سعيد ونقله الإجماع على إثبات صفة العلو (ت 240هـ)

بواسطة : Unknown بتاريخ : 9:09 ص

الإمام الحافظ الثقة الثبت، العلامة قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي شيخ الأئمة البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي - رحمهم الله جميعا - ينقل إجماع أهل السنة على إثبات صفة العلو لله - تعالى -.

قال أبو أحمد الحاكم: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت أبا رجا قتيبة بن سعيد قال: هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة.
فذكر عقيدة أئمة أهل السنة وفيها: ونعرف الله في السماء السابعة على عرشه. شعار أصحاب الحديث - مخطوط - المكتبة الظاهرية - المجاميع العمرية - (3825 عام / مجاميع 89) (ص 148).

وهذا إسناد صحيح، ومحمد بن إسحاق الثقفي هو أبو العباس السراج الحافظ قال عنه الخطيب: وكان من المكثرين الثقات الصادقين الأثبات.
وقال الذهبي: قال أبو أحمد الحاكم وأبو بكر النقاش المفسر واللفظ له حدثنا أبو العباس السراج قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله ﴿الرحمن على العرش استوى﴾.
وكذا نقل موسى بن هارون عن قتيبة أنه قال نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه.
فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه قال لرجل أقم عندنا هذه الشتوة حتى أخرج لك عن خمسة أناسي مائة ألف حديث مات سنة أربعين ومائتين. (ص 174).
قال السقاف: هذا كذب لا يثبت، النقاش وضاع واه له ترجمة في لسان الميزان (5/ 149) والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث (برقم 643) توفي سنة 351 وأبو أحمد الحاكم توفي سنة 398 ([1]) عن ثلاث وتسعين سنة، ولا تصح له رواية عن السراج؛ لأن السراج ولد سنة 218 وتوفي 313 كما في "تاريخ بغداد" (1/ 248) أي أن عمر الحاكم عند وفاته كان 7 سنوات فكيف تصح الرواية عنه؟!. تعليقه على العلو (ص 453).
أقول: قد اعتمد السقاف على تكذيب هذه الرواية على أمرين:
أولهما: أن النقاش كذاب. والثاني: أن أبا أحمد الحاكم لا يصح له سماع من أبي العباس السراج.
فنقول- وبالله التوفيق –: إننا وإن سلمنا بالأمر الأول، إلا أن النقاش لم ينفرد بهذه الرواية عن السراج، فقد رواها أيضًا أبو أحمد الحاكم وهو إمام حافظ.
وأما الأمر الثاني فهو من أكاذيب السقاف فإن أبا أحمد الحاكم قد سمع من أبي العباس السراج وهو محمد بن إسحاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس السراج الثقفى مَوْلَاهُم النيسابورى الْحَافِظ. كما في تاريخ بغداد (2/ 56) وتاريخ الإسلام للذهبي (7/ 270) وطبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي (3/ 108) وطبقات الشافعيين لابن كثير (ص 218) وجميعهم قد أثبت له السماع من قتيبة بن سعيد.
وسماع الحاكم من أبي العباس السراج الثقفي ثابت فقد قال ابن نُقطة في ترجمة أبي أحمد الحاكم: قال الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع في تاريخه: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة شهد بنيسابور عدله أبو عمرو الحيري سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس الثقفي. التقييد (ترجمة 109).
وقال الذهبي في ترجمة أبي أحمد الحاكم: سمع أحمد بن محمد الماسرجسي ومحمد بن شادل وابن خزيمة والباغندي والبغوي والسراج ومحمد بن إبراهيم الغازي. تذكرة الحفاظ (3/ 123).
وقال أيضًا: وطلب هذا الشأن وهو كبير له نيف وعشرون سنة، فسمع: أحمد بن محمد الماسرجسي، ومحمد بن شادل، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا بكر محمد بن محمد الباغندي. سير أعلام النبلاء (16/ 370).
وأما قول السقاف بأن أبا أحمد الحاكم قد توفي سنة 398 فكذب محض، فقد قال أبو عبد الله الحاكم: توفى رحمه الله يوم الخميس الرابع والعشرين من الربيع الأول سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وصلى عليه الرئيس في ديوان الجين ودفن في داره.ا.هـ. تاريخ نيسابور ترجمة (2288).
ونقل هذا القول ابن عساكر في "تاريخ دمشق (55/ 159) والذهبي في السير (16/ 376).
وقال ابن نقطة: توفي الحافظ أبو أحمد يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الأول من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وقد كان أبو أحمد قد كف قبل ذلك بعشرين شهرا وتغير حفظه ولم يختلط قط. التقييد (ترجمة 109).
وقال ابن منظور: توفي أبو أحمد سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة، وهو ابن ثلاثٍ وتسعين سنة. مختصر تاريخ دمشق (23/ 185).
وقال صلاح الدين الصفدي: وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَله ثَلَاث وَتسْعُونَ سنة. الوافي بالوفيات (1/ 108).
وقال ابن المِبرَد: محمّد بن محمّد بن أحمد، أبو أحمد الحاكم، أحد أئمّة الحديث، قال الذّهبي في "التّاريخ": الحافظ، توفي سنة (378). تذكرة الحفاظ وتبصرة الأيقاظ (1/ 235).
فأنت ترى أن المؤرخين قد اتفقوا على أن وفاته كانت سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، لا كما يدعي السقاف كذبًا وزورًا أنه توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وعليه فيكون عمر أبي أحمد الحاكم لما توفي شيخه السراج فوق الاثنين وعشرين سنة قطعًا فيكون قد أدركه بل وسمع منه كما سبق إثبات ذلك.
وإذا ثبت ذلك ثبتت صحة هذه الرواية عن قتيبة بن سعيد.
وكلام قتيبة بن سعيد – رحمه الله – من أقوى الحجج على من ينكر أن الله في السماء، فالقول بأن الله في السماء السابعة على عرشه هو إجماع أهل السنة نقله عنهم الإمام الحافظ قتيبة بن سعيد.


([1]) وأما صاحب رسالة "الرد الإسلامي الممتاز" فقد زعم (ص 258) كذبًا وزورًا أن أبا أحمد الحاكم توفي سنة (389) ولعله أراد (398) كما قال السقاف، وعلى كلا الأمرين فإنه إما كاذب أو ناقل للكذب عن الكذاب الأشر السقاف – عامله الله بعدله –.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تعديل : عبدالرحيم