البحث


مدونة السيف الأثري للرد على ضلالات الأشعرية

الاثنين، 29 أغسطس 2016

4- الإمام محمد بن يوسف الفريابي وإثباته صفة العلو

بواسطة : Unknown بتاريخ : 3:05 م

الإمام محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري

الإمام الفريابي (ت 212هـ) يثبت صفة العلو، بل ويكفر من أنكرها

قال البخاري – رحمه الله – تعالى –: وقال محمد بن يوسف: من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر، ومن زعم إن الله لم يكلم موسى فهو كافر. خلق أفعال العباد (ص 39).

وهذا يدل على أن اعتقاد أن الله على العرش هي عقيدة السلف، بل كفر بعضهم الجهمية لأجل إنكار ذلك.
ومحمد بن يوسف الفريابي، أحد أئمة السلف، روى عنه الأئمة الستة، بل هو شيخ البخاري – رحمهما الله تعالى –.
قال عنه الإمام أحمد: كان رجلاً صالحًا، صحب سفيان، كتبتُ عنه بمكة.
وقال عنه البخاري – فيما حكاه الدولابي –: حدثنا محمد بن يوسف وكان من أفضل أهل زمانه.
وقد انفرد عن الثوري بروايات، قال الذهبي: أحد الأثبات... وقال ابن عدي: صدوق، له إفرادات عن الثوري. قلت ([1]): لأنه لازمه مدة، فلا ينكر له أن ينفرد عن ذاك البحر. الميزان (4/ 74).
وقد أورد له ابن عدي خمسة أحاديث منكرة، ثم قال: والفريابي فيما تبين هو صدوق لا بأس به. الكامل في الضعفاء (7/ 469).
وقال محمد بن عبد الملك بن زنجويه: وقال محمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه: ما رأيت أورع من الفِرْيابيّ. تاريخ الإسلام (5/ 455).
وقال عنه الذهبي: الإمام الحافظ، شيخ الإسلام. السير (10/ 114).
وقال عنه الحافظ ابن حجر: ثقة فاضل يقال أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق. تقريب التهذيب (ترجمة 6415).
وإذا صوبنا النظر تجاه كتب الأشعرية فإننا نجد الرافعي يقول وهو يتكلم في باب الطلاق: وسئل بعْضُهم عن الحَنْبلي يقول: إن لم يَكُن الله على العرش، فامرأتي طالقٌ، والأشعريُّ يقول: إن كان على العَرْش فامرأتي طالقٌ.... . الشرح الكبير (9/ 166).
فهذا يدلك على أن الأشاعرة لا يقولون أن الله على العرش، ويتأكد هذا بمثل قول أبي المظفر الاسفراييني وهو يتكلم عن المستحيل في وصف الله تعالى: لَا يجوز أَن يكون مَعَ كل وَاحِد، وَأَن يكون على الْعَرْش. التبصير في الدين (ص 158).
ويكاد النقل في ذلك أن يكون عزيزًا؛ وذلك لأن الأشعرية يتلاعبون بالألفاظ إيهامًا منهم للعوام بأنهم على مذهب السلف الصالح، فيقولون أن الله عالٍ على العرش، وفوق كل شيء، ثم إذا خلا بعضهم ببعض قالوا: لا يجوز إثبات الجهة، بل صرح بعضهم بأن إثباتها كفر - والعياذ بالله -، ومذهبهم صريح في نفي كونه - تبارك وتعالى - على العرش أو فوق السماء السابعة، بل يقولون: قدره فوق قدر البشر، وعلوه علو رفعة وقهر، فوافقوا بذلك المعتزلة، وأولوا نحو ألف دليل بهذا التأويل، ورحم الله ابن رشد وعفا عنه لما قال أن تأويل نصوص العلو يجعل الشرع كله مؤولاً.
وإنك لترى تكلفهم في تأويل كلام السلف ومن تبعهم من أئمة الإسلام على مر العصور، كي يسلم لهم القول باتباعهم لهم.
ومع ذلك هم يقولون أن مذهب السلف هو التفويض، ومذهب الخلف التأويل.
والتفويض هو أن ينطق بألفاظ الكتاب والسنة بلا زيادة ولا نقص، ويقطع باستحالة هذه الظواهر، ثم لا يخوض في تأويل المعنى المراد.
وبعيدًا عن مطالبتهم بإقامة البينة على دعواهم أن مذهب السلف هو استحالة الظاهر، وإلا فإننا نعلم قطعًا كذبه، بل والبينة على ضده، لكننا نقول لهم: أين ورد في الكتاب أو السنة أن الله - تعالى - على العرش - هكذا بلا استوى - حتى ينسب قائله للتفويض المزعوم؟!



([1]) القائل هو الذهبي.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوضة لذى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

تعديل : عبدالرحيم